مقاربة الاستثمارات المالية من منطلق احترام المبادئ
لطالما عبرت مؤسسات مستثمرة متعددة عن قيمها الاجتماعية والسياسية والدينية من خلال سياساتها الاستثمارية، ولاسيما خلال العقدين المنصرمين. ويعبر المستهلكون عن هذه القيم من خلال مشترياتهم من المنتجات والخدمات.
تنعكس القِيم على سلوك المستثمرين أيضًا فيعملون وفق مجموعة متنوّعة من المعايير لاختيار الاستثمارات التي تحترم قيمهم الاجتماعية والدينية. وبالتالي، يقوم هؤلاء المستثمرين باختيار أو استبعاد الشركات التي سيستثمرون فيها استنادًا إلى ممارساتها في قضايا مثل الاحتباس الحراري أو ظروف عمل الموظفين أو تعاطيها أنشطة متعلّقة بمنتجات مثل التبغ أو السلاح. وتصنّف المؤسسات المستثمرة هذه الممارسات تحت عناوين متعددة منها: الاستثمار المراعي للدين، الاستثمار المراعي للقيم، الاستثمار المراعي للأخلاق والاستثمار المراعي للمسؤولية الاجتماعية.
وفي هذا الإطار، يشكّل مركز الأديان المشترك حول مسؤولية الشركات (ICCR) مثالًا بارزًا عن منظمة قائمة على القيم وتعمل على تعزيز قيمها، فهذا المركز عبارة عن تحالف يضم 275 مؤسسة مستثمرة مراعية لتعاليم الدين وأظهر فعاليته في إنشاء حركة واسعة عملت على إقناع مؤسسات مستثمرة الأخرى مثل جامعات هارفرد، وستانفورد، وكولومبيا، وكاليفورنيا، على إعادة توجيه مليارات من الدولارات عن شركات تتعامل مع جنوب أفريقيا، مما ساعد على تمهيد السبيل لإنهاء التمييز العنصري في هذا البلد.
ويتلخص الجزء الأساسي من الاستثمار المراعي للقيم في القدرة على إيجاد الاستثمارات المناسبة التي تستطيع المؤسسات المستثمرة من خلالها تحقيق أهدافها على مستوى العائد على المخاطرة وغيرها مع القيام في الوقت نفسه بتعزيز قيمها الأخلاقية والالتزام بها. وبالتالي، تتلخص رسالة مجموعة غايدنس المالية في توفير الاستثمارات ومنتجات تمويل المستهلك التي تساهم في تعزيز المسؤولية الاجتماعية.
في غايدنس، نتخصّص في مجال معين من التمويل المراعي للقِيم: استحداث وإدارة وتوفير فرص الاستثمار للمؤسسات المستثمرة التي ترغب بالاستثمار بموجب مبادئ وتعاليم القانون الإسلامي. وتعرف هذه الاستثمارات بالاستثمارات “المطابقة للشريعة” بما أنها تستوفي أصول الممارسات البشرية والتجارية المنصوص عليها في القرآن الكريم وتعاليم النبي (صلعم) التي يمارسها ملايين المسلمين حول العالم.
وبهدف تحقيق رسالتنا، نجمع بين الحِنكة المالية المعقّدة والمعرفة العميقة والتمويل الإسلامي. وتجدر الإشارة إلى أن مجموعتنا، وأفراد طاقم عملنا الذين يتمتعون بخبرة واسعة نتيجة الأدوار السابقة التي اضطلعوا بها، لطالما كانوا روادًا في التمويل الإسلامي، من خلال إنشاء الشركات والمنتجات والخدمات الفريدة المطابقة للشريعة والدخول في الاستثمارات في فئات الأصول التالية: المساهمات غير المتداولة، والعقارات، والدخل الثابت. وقد ساعدت منتجاتنا الاستثمارية على تلبية احتياجات ورغبات المؤسسات المستثمرة الإسلامية والمستثمرين والمستهلكين بشكل خاص، وساعدت على التقدّم في مجال التمويل الإسلامي والاستثمار المراعي للقِيَم بشكل عام.